آخر المواضيع

الأربعاء، 5 ديسمبر 2018

مقالات : لماذا تعادل مانشستر يونايتد مع آرسنال؟ ومن كان الأحق بالفوز؟


جاء أوناي إيمري إلى إنجلترا من بوابة آرسنال، وعلى عكس التوقعات السابقة، فإن المدرب الإسباني اندمج سريعاً مع أجواء البريمرليغ، ونال ثقة جمهور المدفعجية بعد العروض المميزة للفريق مؤخرا. أوناي مدرب استراتيجي لا فيلسوف، بمعنى أنه يعدل من خططه وفق الخصم، لا يلعب على الفعل في الغالب، وعلى لاعبيه فهم ذلك جيدا، لأن كل مباراة قد تكون لها رسمها الخاص، الذي يختلف عن المباراة السابقة، وسيختلف عن المباراة التالية. 


غاب تشاكا عن مواجهة الأولدترافورد ليحل محله جيندوزي جنبا لجنب مع توريرا، في رسم 3-4-2-1 للمدرب إيمري، مع هولدينج، موستافي، سوكراتيس بالخلف، وعلى الأطراف كلا من كولاسيناك وبيليرين. بينما في المقدمة هناك إيوبي ورامسي بين العمق والأطراف، وفي الأمام أوباميانج، مع إبقاء لاكازيت ومخيتاريان على دكة البدلاء.  

- مواجهة الشكوك
مورينيو في المقابل لديه مشاكل كبيرة مع لاعبيه، وقبلها مع الصحافة الإنجليزية، خصوصا بعد النتائج السيئة محليا، وابتعاد الفريق تماما عن المنافسة على لقب البطولة. تعادل سلبي أمام كريستال بالاس، ثم آخر إيجابي ضد ساوثهامبتون، مع عروض ضعيفة على الصعيد التكتيكي. عوامل أشعلت الخلاف بين البرتغالي ونجوم اليونايتد بقيادة الفرنسي بوجبا، لذلك أصبح الفوز في كل المباريات الكبيرة بمثابة طوق النجاة للمدرب وفريقه. 


ستبعد جوزيه كلا من بوجبا ولوكاكو من تشكيلته الأساسية، ليبدأ برسم قريب من 3-4-2-1، بتواجد بايلي، سمولينج، روخو بالخلف، وعلى الأطراف دراميان ودالوت، بينما في عمق الارتكاز الثنائي ماتيتش وهيريرا. ومع غياب سانشيز للإصابة، فإن راشفورد، مارسيال، ولينجارد هم ثلاثي هجوم أصحاب الأرض بالثلث الأخير.
- بداية حمراء
بدأت المباراة مع أفضلية لليونايتد، لأن أسلوب لعب مورينيو يختلف بشكل جذري عن طريقة توتنهام. مانشستر لا يبني من الخلف، ولا يستخدم خط وسطه في الخروج بالكرة، لذلك الضغط عليه يعتبر صعبا مقارنة بفرق أخرى، نظرا لإستراتيجية الكرات الطولية التي يستخدمها البرتغالي، مع وجود كثافة عددية أمام مرماه، من خلال خمسة مدافعين دفعة واحدة، بالقرب من دي خيا. 


اول آرسنال الضغط بثلاثية "أوباميانج، رامسي، إيوبي" لكن المباراة كانت أشبه بالشد والجذب، صراعات هوائية وخشونة متبادلة، على الشاكلة التي يريدها صاحب الأرض، لذلك لم يصنع الفريق الضيف فرصا عديدة، ودخل لاعبوه في مشادات لا فائدة لها في البدايات. 
- تقدم مستحق 
يؤخذ على دي خيا خطأ الهدف الأول، بعد تعامله بغرابة شديدة مع كرة موستافي، لكن نجح آرسنال قبل الهدف في السيطرة على مجريات اللعب، بفضل الهجوم المنظم من لاعبيه، وذكاء إيمري في نقل المواجهة إلى نصف ملعب اليونايتد، من خلال التمريرات السريعة وتبادل المراكز، لتنتقل الهجمة بسرعة من اليمين لليسار والعكس، ويتم فتح الملعب عرضيا بأكثر من لاعب، مع تقدم الظهيرين إلى الثلث الأخير. 
مرر لاعبو آرسنال كرات عديدة في منتصف الشوط الثاني، ودانت لهم مفاتيح اللعب حتى التقدم في النتيجة، لكن يحسب لليونايتد عودته السريعة بفضل هدف مارسيال، الفرنسي المميز في استغلال الأخطاء، والتي لا تزال نقطة الضعف الرئيسية لفريق إيمري، فدفاع آرسنال عند الضغط عليه يرتكب هفوات ساذجة، ومن السهل ضربه في موقف 1 ضد 1. 
- جرأة إيمري 



تفوق إيمري على مورينيو في شوط المدربين، فالإسباني يستخدم تغييراته بجرأة غير معهودة، بعد دخول ليشتشتاينر مكان هولدينج المصاب، ثم نزول مخيتاريان مكان رامسي، كذلك لاكازيت بدلا من إيوبي، ليتحول من 3-4-2-1 إلى 3-4-3 صريحة، بوجود لاكازيت كمهاجم صريح، وخلفه كلا من مخيتاريان وأوباميانج، مع فتح الأطراف بواسطة بيليرين وكولاسيناك. 
تبديلات آرسنال أجبرت مانشستر على الارتداد الكامل للخلف، خصوصا بعد خروج مارسيال ودخول لوكاكو، ليفتقد اليونايتد إلى اللاعب السريع في التحولات، وتصبح طريقة لعبه متوقعة بعض الشيء. حتى بعد دخول فيلايني وبوجبا، لم يتغير الأمر كثيرا لأن ثنائية "توريرا-جيندوزي" أثبتت علو كعبها في معظم المواجهات الفردية. 
- آرسنال أفضل 
نجح لاكازيت في التقدم ثم أعاد لينجارد فريقه للمباراة، لكن مع أفضلية واضحة لآرسنال، الفريق الذي صنع فرص أكثر ووصل للمرمى في أكثر من كرة، عن طريق التمريرات العمودية من جيندوزي، وقوة توريرا في الافتكاك وقطع الكرات، ليتكفل مخيتاريان وأوباميانج في الحصول على التمريرات أسفل الأطراف، ويتحرك لاكازيت في القنوات خلف دفاع اليونايتد. 

مرة أخرى لم يخسر مورينيو على أرضه، لكنه افتقد إلى عامل المبادرة من أجل الفوز، بينما أكد إيمري أنه يسير على الطريق الصحيح، من خلال صناعة الفرص والمبادرة والتحكم في نسق المواجهات الكبيرة. آرسنال الآن يعرف متى يهاجم، ومتى يعود للخلف، وكيف يستخدم أوراقه الرابحة على الدكة في خلق التفوق، لذلك ربما حصل على كل فريق على نقطة، لكن نقطة إيمري الإيجابية أنه صنع فريقا تنافسيا في فترة زمنية قصيرة، بانتظار نجاعة تهديفية أكبر بقادم المواعيد.
هذه المقالة تعبر عن آراء الكاتب الخاصة وليس بالضرورة عن رأي الموقع

أحمد مختار Ahmed Mokhtar

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أنقر لمتابعتنا