حصل أياكس وبايرن على نقطة التعادل، بعد مباراة هجومية من الفريقين، شهدت أهدافا بالجملة وهفوات لا تغتفر من كلا الفريقين. ورغم أن الفريق الهولندي كان الطرف الأفضل في أوقات عديدة، إلا أن خبرة البافاري أنقذت الموقف في دقائق الحسم، ليصعد أولا ويترك البطاقة الثانية لمجموعة الشبان في أمستردام.
أياكس مختلف هذا الموسم مع إريك تين هاج، المدرب الهولندي الذي أعاد تعريف الكرة الشاملة في العاصمة الهولندية، ويقود الآن جيل جديد من تلاميذ أمستردام، مع رسم قريب من 4-3-3 محليا وقاريا. بدأ صاحب الأرض بخط هجوم ثلاثي دون رأس حربة صريح، نيريس على اليسار وزياش على اليمين، مع تاديش كمهاجم وهمي بالعمق. في الوسط بليند لاعب ارتكاز دفاعي، أمامه فان دي بيك كلاعب "بوكس" وفرينكي دي يونج كارتكاز مساند. أما الدفاع فلا خلاف على تاجليافيكو، دي ليخت، ووبر، ونصير مزراوي، رفقة الحارس أونانا.
أما بايرن ميونخ فيسير بخطى غير ثابتة مع المدرب نيكو كوفاتش، أحيانا في القمة ومرات أخرى بالقاع. ويراهن الكرواتي في أغلب مبارياته على خطة لعب 4-2-3-1، من خلال تواجد ليفاندوفيسكي كمهاجم صريح بالمركز 9، تحته ريبيري وجنابري على الأطراف، وفي المركز 10 توماس مولر. بالمنتصف هناك محور ثنائي مع جوريتسكا وكيميتش، بينما يقود الدفاع رباعي خط الظهر، ألابا، سوله، بواتينج، ورافينيا، رفقة الحارس مانويل نوير.
- مرتدات بايرن
بدأ أياكس بجرأة كبيرة، فريق هجومي بامتياز لا يهاب أحد، ينطلق للأمام ويستخدم وسطه في الحيازة والتمرير، مع دخول الجناحين إلى الداخل، وصعود الظهيرين إلى الثلث الأخير، ليراهم تين هاج على نظام "3-7" هجوميا، بتواجد بليند بين قلبي الدفاع، والصعود بأكبر عدد ممكن من اللاعبين تجاه الأمام.
ربما أعطى هذا النموذج أياكس خطورة هجومية، لكنه أيضا أرهقه كثيرا في التحولات، لأن فريق مثل بايرن يلعب بثنائي سريع على الأطراف، سواء جنابري أو ريبري. نوعية أجنحة تعشق المساحات، تنطلق بالكرة ومن دونها، وتعرف كيف تستغل الفراغ أسفل الأطراف، لذلك بمجرد المرور من ضغط أياكس، فإن البافاري وجد نفسه في وضعية رائعة أمام مرمى أونانا، مع ثنائي على الطرف، وكلا من مولر وليفاندوفيسكي بالعمق، إنها اللعبة التي أعطت الضيوف التقدم في الشوط الأول.
- عودة الكرة الشاملة
تستحق أول ربع ساعة من الشوط الثاني أن توصف بأنها فترة الكرة الشاملة، لأن أياكس فعل كل شيء بالكرة، رغم عدم إدراكه الفوز بالنهاية. وضع الفريق الشاب بايرن في نصف ملعبه، ضغط عليه بشكل مثالي، مستفادا من عدم وجود لاعب وسط ألماني قادر على حمل الكرة بالعمق، ليعود تاديش خطوات للخلف، ويغلق زوايا التمرير أمام دفاع البافاري، ويلتزم كلا نيريس وزياش برقابة أظهرة بايرن، بالإضافة إلى سرعة ارتداد دي يونج ودي بيك.
قام تين هاج بإصلاح معظم أخطاء الشوط الأول على مستوى التحولات، فاختفى بايرن هجوميا إلى حد كبير. لقد نجح في إغلاق قناة التمريرات تجاه هجوم الألمان. على مستوى الكرة كل شيء سهل ويسير، طالما هناك جناح مهاري مثل نيريس، وآخر ذكي في الاستلام بين الخطوط كالمغربي زياش، الذي ربط بذكاء مع تاديش، دون نسيان الدور المحوري لفان دي بيك، لاعب "البوكس" الذي يبدأ في المنتصف، وتجده داخل الصندوق كمهاجم إضافي.
- تغييرات ما بعد الطرد
تحصل ووبر على بطاقة حمراء، ليقوم مدرب أياكس بإشراك دولبيرج مكان دي بيك دون خوف، ويتحول من 4-3-3 إلى ما يشبه 3-3-2-1، بتثبيت مزواري وتاجليافيكو بجوار دي ليخت، وفتح الأطراف بكلا من نيريس وزياش، مع وضع دولبيرج في الأمام وخلفه بليند ودي يونج، ليحافظ الفريق على شكله الهجومي، خصوصا بعد طرد توماس مولر المفاجيء.
كل تغييرات أياكس تتجه للهجوم، كدخول دولبيرج ثم هونتلار، أما كوفاتش فآمن بصعوبة الفوز مبكرا، ليُدخل تياجو ألكانترا بدلا من جنابري، من أجل الهروب من مصيدة ضغط بايرن، ثم كومان مكان ريبري لتنشيط الأطراف، وأخيرا ريناتو محل جورتيسكا، ليتحول إلى رسم 4-4-1، مع خط وسط رباعي وليفاندوفيسكي فقط بالهجوم.
تحولت المباراة في الدقائق الأخيرة إلى شيء فوضوي، صحيح أن أياكس كان أفضل، لكنه ارتكب هفوات قاتلة بسبب قلة خبرة لاعبيه، وأخذهم المخاطرة في أماكن قريبة من مرماهم، كتمريرة دي يونج الخاطئة قبل الهدف الثالث، وتدخل تاجليافيكو الساذج في لقطة ضربة الجزاء، ليتعادل ويتقدم بايرن في الدقائق الأخيرة من جديد، قبل أن تنقذ عدالة السماء الفريق الهولندي بنقطة مستحقة قبل إطلاق الحكم صافرته، معلنا نهاية المباراة الممتعة، لعبا ونتيجة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق