"إنه يحتفظ بالكرة كالطفل الذي يحافظ على أول هدية من والده"، هكذا وصف أنتونيو دي باتيستا، مدير أكاديمية الشبان بنادي بسكارا، ماركو فيراتي لاعب الفريق السابق ونجم باريس الحالي، في حوار قديم، وهو وصف يليق بشدة بنجم آرسنال الجديد، لوكاس توريرا ارتكاز من طينة المميزين.
في أفضل تحليل ممكن لموسم توريرا مع آرسنال، شرحت قناة "سكاي سبورتس" بتاريخ 22 أكتوبر 2018، مدى تأثير اللاتيني على طريقة لعب فريقه، من خلال لعبه 548 دقيقة، سجل خلالها المدفعجية 20 هدف واستقبلوا 3، بينما من دونه سجلوا 9 واستقبلوا 10. وتظهر الأرقام جانبا مهما من قدرات اللاعب، لأنه مميز في الافتكاك، ويجيد أيضا الدوران بالكرة، مع لعب التمريرات القصيرة والطويلة على حد سواء.
ما تعجز الإحصاءات عن وصفه هو التوازن، العامل الذي أضافه القصير المكير لتشكيلة فريقه، لأنه جعل تشاكا أفضل، وساعده كثيرا في الهروب من الضغط، بالاقتراب منه وتشكيل ثنائية محورية أمام الدفاع، بالإضافة إلى دقة التمرير وتنوعه، مما يجعل أوزيل أيضا في مكان مناسب، لأنه لم يعد في حاجة مستمرة إلى العودة تجاه نصف ملعبه، فهناك أسماء أخرى قادرة على الحيازة وتدوير الكرات، قبل نقلها مباشرة إلى الثلث الهجومي الأخير.
لاعب ذكي، أحيانا يتم تصويره على أنه لاعب دفاعي ومقاتل فقط، لكن تلك السمات الأخرى مهمة. نادرا ما يخسر الكرة، ودائما تجده قريبا من زملائه، وبالتأكيد مفيد في التحولات السريعة، لسرعته في التمرير ونظره إلى الأمام. هناك أساطير خالدة في القارة من بينها قوة لاعبي أوروجواي، مع طريقة الـمخلب التي تعرف في الأوساط الكروية باسم Garra أو الـ Claw نسبة إلى اللعب القوي الأقرب الي العنف المشروع، الذي يمتاز به لاعبو الأوروجواي.
لياقة عنيفة وضرب من تحت الحزام، لكن دون إيذاء. مع مهارات خاصة وأسلوب أقرب إلى لعب الشوارع، الذي يتحول إلى مسار منظم يظهر في إغلاق الفراغات من دون الكرة، هكذا هم الأوروجوائيين، وهكذا هو لوكاس توريرا.
أحمد مختار Ahmed Mokhtar
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق