جوائز كرة القدم الفردية بعيدة عن الحيادية، مزدوجة المعايير، متناقضة جداً، على عكس جوائز ألعاب أخرى ككرة السلة وكرة القدم الأمريكية، المتابع لهذه الرياضات سيعرف ماذا أقصد من خلال خبرته بمن فاز بالجوائز الفردية رغم عدم تحقيق فريقه ربما لأي نجاح يذكر.
الجوائز الفردية هناك دائماً ما كانت صاحبة معيار واضح، إسمها جائزة فردية وبالتالي يتوج بها اللاعب ذو المستوى الفردي الأفضل.. أما لدينا في لعبتنا التي تديرها النفوذ والصحف فشاهدنا كيف سلبت الجوائز من رونالدينيو بطل الليغا ودوري الأبطال عام 2006 لصالح كانافارو بعد انتقاله لريال مدريد وقتها بذريعة تحقيق إيطاليا للمونديال، وكيف سرقت من ريبيري صاحب الثلاثية مع بايرن لصالح لاعب ريال مدريد ذو الموسم الصفري وقتها .. والآن الحكاية تتكرر مع ميسي صاحب الحذاء الذهبي، البيشيتشي، بطل الليغا والكأس والسوبر، وهداف العام، أفضل صانع في العام، وأكثر من حقق جائزة رجل المباراة في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، وفي كل البطولات كذلك...
الآن سيقولون جماعي، إذا كان المعيار جماعياً فبأي حق أعطيت للاعب لم يحقق أي لقب عام 2013؟
من الواضح أن المعيار متقلب على مزاج وهوى مانحها، وأن المستفيد دائماً هو طرفٌ واحد، إن كان لديه لاعبٌ حقق المعيار الجماعي فسينقلب المعيار جماعياً، وإن كان لديه لاعبٌ حقق المعيار الفردي سينقلب المعيار فردياً، ببساطة لاعب ريال مدريد ستوضع له كل المبررات حتى يتوج بها.. أما لاعبوا الفرق الأخرى فسيتوجون فقط في حال فشل بالون الريال المختار بالمعيارين الفردي والجماعي معاً، عندها يرغم الفيفا وفرانس فوتبول على منحها لمن يستحقها.
الفائز اليوم هو لاعبٌ جيد، لكنه ليس الأفضل ولم يكن يوماً كذلك، ليس خارقاً للعادة، ليس أسطورياً، لاعبٌ جيد مجتهد ومن أفضل لاعبي الوسط في العالم، لكنه بالنسبة لي ولكم ليس حتى بحسم الكثير من لاعبي مركزه الذين يفوقونه أهدافاً وأرقاماً وصناعةً وحسماً، من المعيب أصلا تجاوزه لترتيب لويس سواريز مثلاً، بعيداً عن هاتريك الأوروغواياني بالكلاسيكو، فإن كل ما شاهدته من مودريتش هو طوفانه حول آرثر ميلو، مودريتش لا يمكنه حسم هدف ولا أسيست ولا حتى نقطة واحدة، الكل يعرف هذا، والكل يضحك على هذه المهزلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق