ما يحصل مع كوتينهو اليوم ، و بعد مرور ما يقارب موسمين على المشهد الأخير لفيلم توقيعه ، أشبه بإلحاح ولد صغير على أهله حتى يُجلِبوا له لعبة ، و عندما يرضخوا لطلبه ، يرميها من دون أن يُتعِب بطارياتها لمرة واحدة .
مع برشلونة ،كوتينهو شِغِل عدة مراكز ما بين وسط الملعب و مقدمته . في تشكيلة ال 4-4-2 ، فيليبي تارةً كان يشارك كلاعب وسط أيمن و تارةً كلاعب وسط أيسر ، في حسابات ال 4-3-3 شارَك أغلبية المباريات كلاعب وسط أيسر ، و أحيانًا كان يشارك على الجبهة اليسرى إلى جانب ليو و لويس .
لا تَغُرَّك كُل هذه التغييرات في المراكز ، فهي لَم تشفع للمستر فالفيردي ، لأنني لَم أذكُر مرةً شارك بها كوتينهو كلاعب رأس الهرم ، أي صانع ألعاب ، هذا مركزه المفضل ، كل من تابعه في ليفربول يعلم هذا . فالفيردي هذا هو سبب كل شيئ ، إنه لا يُجيد توظيف اللاعبين ، تمامًا كأغلبية الأساسيات .
ثوب الحرية لا يساع شخصين
حسنًا ، إلى هنا إسمح لي أن أُكسر الروتين ، فأنا سأقف في صف فالفيردي هذه المرة ، أعلم أنَّ ذلك فعل غريب ، و لكن اسمح لي بتبرير موقفي ، و بعدها قُل ما تشاء .
كوتينهو لاعب بصبغة رقم 10 , يعشق الحرية ، و يكره الواجبات الدفاعية ، غالبًا لأنه لا يستطيع تحملها ، و طالما أننا في سيرة ما لا يستطيع فعله فيليبي ، فهو بالمناسبة لا يستطيع أن يفوز بمعظم الثنائيات الَّتي يُقحم بها ، يخسر العديد من الكرات ، و لياقته بالكاد تستطيع الصمود لما بعد الدقيقة السبعين ، وهذا تفسير منطقي لسبب فشله في كل المراكز الِّتي شارك بها في الوسط ، إضافةً طبعًا إلى أنه ليسَ تشافي ، و لا إنييستا ، هم ليسوا متشابهين بشيئ .
على كل الأحوال ، من السهل إلقاء اللوم على فالفيردي لأنه لا يشرك فيليبي في مركزه المفضل ، و لكنني بدأت هذه الفقرة بمقدمة الحرية تلك من أجل هذه النقطة بالذات ، في برشلونة الحرية لا يُمكِن أن تكون سوى لميسي ، الأرجنتيني يعود للخلف ، يسقط في المركز الَّذي يحبه كوتينهو ، يصنع ، يمرر ، يسدد ، يقوم بما يحلو له و العكس صحيح ، أما البقية فوضعهم مختلف ، من دون أي إستثناء ، و طبعًا هذا ليسَ ظلمًا على الإطلاق ، حتى هم إذا سألتهم سيخبرونك بأنه ليسَ كذلك ، و بالتالي فإنِّ كوتينهو لَن يجد مركز يأويه ، لِأنَّ ثوب الحرية ، لا يساع شخصين ، و لكن اسمح لي أيضًا بِأن أُضيف شيئًا أخرًا ، فما رأيته بالأعلى هو بالمجمل رد على كل من يضع فالفيردي في وجه المدفع .
ما أُريد اضافته هو أنه لا يوجد أي سبب بإمكانه جعل كوتينهو يظهر بهذا السوء ، فهو يضيع العديد من الفُرَص و يفشل في تطبيق أغلبية الأساسيات الَّتي تتشرع منها تلك الَّتي ذكرتها في الأعلى ، و هذا لا علاقة له لا بمركزه ، ولا بِأي شيئ أخر .
الأمر كله بيد صاحبه
كوتينهو لاعب بالمصطلح العامي " حريف " ، بإمكانه أن يجعل حياتك جميلة ، و لكنه متطلب للغاية ، و شروطه مزعجة ، و هو ما يحصل معه الأن ، و في خاتمة هذا المقال ، و حتى أكون قد أعطيت كامل الأسباب حقها ، العامل النفسي هو الأخر يلعب دور أساسي في هذه المعضلة ، فكوتينهو قد باتَ متهمًا بالكثير من الإدانات على هذا الصعيد ، لعلَّ أبرزها أنَّ عدد لا بأس به من الَّذين يتابعون مبارياته ، يشعرون بَأنَه يأتي للملعب رغمًا عنه ، و لا داعي للحديث عن باقي الإدانات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق