آخر المواضيع

الأربعاء، 30 يناير 2019

مقالات: تبعات التغيير ...هل هي النهاية ؟

تبعات التغيير ...هل هي النهاية ؟


لحظات انتهاء أي شئ بالنسبة لي هي الأسوأ دائمًا، حتى وإن كان هذا الشئ ليس بالعظيم ولكن فكرة توقفك عن مشاهدة شئ اعتدت رؤيته صعبة للغاية، فالأمر قد أصبح روتين يومي من حياتك، الأمر مشابه تمامًا عندما تُشاهد مسلسل يتكون من عشر مواسم، وعند إنتهاء الحلقة الأخيرة تبدأ بالشعور بالفراغ، هذا أيضًا يحدث في كرة القدم، ذلك الشعور بالفراغ هو ما تشعر به حين يقرر أحد لاعيبي فريقك المفضل الإعتزال.

بعد اعتزال أي لاعب تترقب الجماهير اللاعب الذي سيحل محل اللاعب المعتزل، اللاعب الذي سَيُعيدهم إلى ذكريات لاعبهم المُقَدَّس، هذا الأمر حق من حقوق كل مشجع لكن المشكلة تكمن عندما تُحضر إدارة كل فريق صفقة لنفس لتعويض غياب اللاعب المعتزل، فالمحللون يقومون بالتحدث عن هذا اللاعب وتمجيده وتعظيمه ووضعه في مكانه لا تليق به، كل هذا من قبل أن يلمس الكرة.

في حال شارك اللاعب الجديد وقام بشئ يُشبه ما كان يفعله اللاعب المُعتزل يقول عنه الجميع أنه خليفته ولا يُوجد مجال للحديث، يؤدي هذا الأمر إلى وضع مسؤلية كبيرة على عاتق الوافد الجديد، فهو يكون مُطالَب بتقديم نفس الذي كان يُقدمه اللاعب السابق، وكل هذا ليقوم بإرضاء جمهور حكم عليه بالإعدام دون أَن يسمح له بإحضار محامي.

رحل كيرستيانو رونالدو، وفي محاولة بائسة من فلورنتينو بيريز لتعويضه قام بشراء ماريانو دياز، بالتأكيد ستظهر أنت الأن في محاولة منك لتقول بأن دياز لم يأتِ لتعويض كريستيانو رونالدو، بالتأكيد أنت على حق، ولكن ما لا تعرفه أن أفعال بيريز هي من دفعت الجميع لإعتقاد هذا، المتهم برئ حتى تثبت إدانته مقولة يعرفها الجميع، ولكن بيريز لم يُطبقها بل أنه أدان ماريانو دون دلائل ولم يُعطيه الحق في توكيل محامي، وفعل ذلك عن طريق إعطاءه الرقم سبعة، نتيجة هذا أنه لو كان إعطاء ماريانو كامل فبعد فِعلة بيريز سيتحول العطاء للنصف.

بالتأكيد درست العلوم في المرحلة الإعدادية، لذلك فالكلام بالنسبة لك لن يكن جديد، وإن لم تتذكر تلك المرحلة فهذا مجرد إنعاش للذاكرة، من الصعب أن يتشابه شخصين ليس لهما أي علاقة ببعض في الصفات أو في الموهبة، دائمًا ما تكون الموهبة متوارثة، نادرًا ما تكن مُكتسبه، لذلك فلا يُمكنك قول أن ميسي أو مارادونا يتشابهون مع بيليه، هذا أمرٌ مستحيل، فلا اعتقد أنه توجد بينهم صلة ترابط، قد يتشابه الأسلوب لكن طريقة تقديم ذلك الأسلوب بالتأكيد ستكون مختلفة.

المشكلة في الوقت الحالي هو عدم تقبلنا لفكرة اختلاف المراكز والصفات، فعلى سبيل المثال كانتي وبوسكيتس كلاهما لاعبي ارتكاز، لكنها لا يُقدمان نفس الشئ، هذا يرجع للعديد من الأشياء مثل اختلاف تكتيك كلا الفريقين مثلًا ولكن أهم شئ هو اختلاف طريقة لعب كلا اللاعيبين، فطريقة لعب بوسكيتس تختلف تمامًا عن طريقة لعب كانتي، حتى لو تشابهت أسامي المراكز والمطالب فطريقة التقديم تختلف من لاعب لآخر.

الأمر جيد عندما تُشّبِه اللاعب الجديد بلاعبٍ آخر، جيد في تلك الحدود التي تدعم فيها هذا اللاعب وتطلب منه أن يواصل التطور، لكن هناك شعره بسيطة بين الدعم والانتقاد بغرض الهدم، تتخطها عندما تقول أن هذا اللاعب يُشبه تلك الأسطورة وعندما يُقدم مباراة سيئة تبدأ أنت في الإنتقاد، مع أن اللاعب لم يعدك بأي شئ، تتخطى أنت تلك الشعره في اللحظة التي تبدأ انتقادك له وتصبح كل حججك أنه لم يُقدم نفس ما قدمه اللاعب المُعتزل، تُحوله أنت من لاعب كان المستقبل أمامه، للاعبٍ لن يُحقق أي شئ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أنقر لمتابعتنا