آخر المواضيع

الخميس، 24 يناير 2019

مقالات: الساحرة المستديرة أو سالبة العقول أو أفيون الشعوب

أحــــــبــــك كـــرة الـــقـــدم


الساحرة المستديرة أو سالبة العقول أو أفيون الشعوب أو الرياضة الأكثر شعبية في العالم ، كلها أوصاف تطلق عليك يا كرة القدم ، أنت معشوقة الجميع ، محبوبة الكبير و الصغير في كل بقاع العالم ، هذه رسالة كتبتها لك و أعلم أنك لست بقارئة لها لكن لا ضير من المحاولة ..

سيدتي ، أنا فتى ابلغ من العمر اثنين و عشرين سنة ، أبي أمي ، عائلتي و أصدقائي ، الجميع يعلم مقدار حبي لك ، أنت أكبر مني بقرن و عدة سنوات لكن لا بأس فالحب لا يعرف سنا أو شكلا ، هم يعلمون بمشاعري اتجاهك و أرى أنه آن الأوان لتعلمي أنت ايضا ذلك ، أريدك أن تعرفي اني وقعت في غرامك منذ نعومة أظافري و أن كل يوم كنت أكبر فيه كان حبك يكبر في قلبي أضعافا ، بدأت متابعتك بفضل أهلي ، بسن الخمس سنوات لم أكن اعلم ما يفعلون و ما يشاهدون ، لماذا مع كل دحرجة لك من أحد لاعبيك هم يتفاعلون ؟ 

بمرور الأيام و المباريات أدركت أن الأمر أكبر بكثير مما خيل لي و بدأت سطوتك على فؤادي ، أغلى هدية تلقيتها و أنا صغير هي أنت " كرة بنصف أبيض و آخر أحمر " إشتراها لي أخي صيف 2001 ، كل ملعب تُلعبين فيه جميل لكن ستظل الطريق المجاورة لمنزلنا القديم أجمل ملعب رأته عيناي ، كيف لا و قد بدأت مداعبتك فيه و به كنت أقضي كل وقتي أنا و صديقي أسامة ، كنا نلعب و نلعب و نلعب حتى ننهك غير آبهين لا بالجوع و لا بالعطش فقط نفكر فيمن يسجل أكثر في مرمى مشكل من حجرتين أو علبتي طماطم ، 70٪ من الشعب الجزائري متسمر أمام التلفاز آنذاك يشاهد كاسندرا أو غيرها من المسلسلات الميكسيكية بينما عبد الباسط يضع واحدا من الخطوط المرسومة على باب مستودع أحد الجيران هدفا ليصيبه و كم إشتكى ذلك الجار لوالدي مني و كم تعرضت للضرب المبرح بسببه ، أتذكر جيدا تفجيرات 11 سپتمبر 2001 ، ليس لضخامتها و تبعاتها بل لأنها مقترنة بيوم سقطتِ فيه يا كرتي الجميلة في البئر ، حزنت حزنا شديدا و بكيت عليك لأني شعرت أن جزءا مني قد فقد ، ذهبت لمنزل جدي و وجهي عابس لا أكلم أحدا ، خالي أعاد رسم البسمة على محياي و إشترى واحدة أخرى منك لي بعد أن أخبرته أمي سبب حزني و انا كلي امتنان له على ذلك ، من يرغب في اقتطاف وردة جميلة عليه تحمل وخزات أشواكها ، تحملت وخزاتك النفسية منها و الجسدية ، ذات يوم تراهنت و أنا صديقي على من يسدد أكبر عدد ممكن من التسديدات ، لا أعلم كم واحدة سددت لكنه عدد كافي لجعل قدمي تلتوي و تصاب بانتفاخ ، أقسم لك إني لم أنم ليلتها من شدة الألم و كنت أكتم آهاتي خشيت أن يسمعني والدي أما صباحا فقد ذهبت للمدرسة و أنا أعرج و كان الألم يزداد مع كل خطوة و رغم ذلك انتظرت حتى شفيت و عدت للعب لأني لم احتمل الإبتعاد عنك ، كسرت يدي و لم أبتعد ، كادت تصدمني سيارة بذات الطريق و لم أبتعد ، تشاجرت مع أقراني مرارا و تكرارا و أيضا لم أبتعد ، بربك قولي لي أي سحر وضعته في قلبي !

 ربما الكابتن ماجد و شوت و الكابتن رابح و سحر زيدان و رونالدو و توتي و دل پيرو ، تريزيڨي ، نيدفاد ، روي كوستا ، شفشينكو ، نونو ڤوماش ، سيماو ، مانيش ، بيكام و كاسياس و بوفون و اوليفر كان و الحاج ديوف و پاتريك مبوما و جاي جاي اوكوشا و نصر الدين كراوش ( لا تستغربوا فقد كان لاعبي المفضل في المنتخب الوطني ) ربما سحرهم هو من أسقطني في شباك غرامك ..

إذا قالوا عني " مدمن كرة " فلا أريد علاجا فانت الداء و أنت الدواء ، سيدتي في هذه الحياة توجد أشياء أهم منك لكني إخترتك أنت و بقناعة ، رغم كل المشاكل و الاحزان المصاحبة لك لم أندم على اختياري يوما و من أجل كل الأفراح و اللحظات السعيدة التي عشتها معك أنا ممتن لكل شيء جعلني متعلقا بك ، أحب اجوائك ، عالمك ، تفاصيلك ، شغوف بك ، مغرم متيم عاشق مجنون بكل شيء له علاقة بك ، ببساطة ،

أحــــــبــــك كـــرة الـــقـــدم ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أنقر لمتابعتنا