كيف تحسن ريال مدريد في المباريات الأخيرة ومن المسؤول عن نتائج الملكي الإيجابية؟
يقدم ريال مدريد عروضا مميزة هذه الفترة، بعد البداية السيئة في العام الجديد، بالتعادل أمام فياريال والهزيمة أمام ريال سوسيداد، ليعود بقوة على مستوى النتائج وحتى الأداء، بالأخص ضد إشبيلية، جيرونا، وإسبانيول على التوالي، سواء في الليجا أو كأس الملك. ورغم أن الحكم لا يزال مبكرا مع نقص التحديات القوية، وانتظار الجميع لمباريات الحسم في فترة ما بعد شهر فبراير، إلا أن الانتصارات الأخيرة تحسب بلا شك لسولاري وجهازه الفني، مع وجود أكثر من عامل وراء هذه الطفرة الإيجابية. جزء يعود إلى نجوم الفريق، وجزء آخر إلى اختيارات سولاري ومساعديه، في النهاية هناك عوامل إيجابية يجب ذكرها خلال موسم متقلب غير ثابت حتى هذه اللحظة.
1- لوكا مودريتش
استعاد مودريتش جزء رئيسي من مستواه مؤخرا، فاللاعب الذي بدأ بشكل سيء للغاية، ربما بسبب نقص المردود البدني بعد المونديال، ويمكن أن يكون جراء الضغط الكبير الذي تعرض له الكرواتي بعد حصوله على جائزة أفضل لاعب في العالم. المهم أن لوكا بدأ يعرف طريق التألق من جديد بعد فترة طويلة من الركود. ومع تعدد الأسباب البدنية والنفسية، فإن أيضا رهانات سولاري الأخيرة أعطت لاعبه أريحية أكبر داخل الملعب. مع رسم 3-5-2 فإن مودريتش أصبح أقرب إلى صانع اللعب المباشر، أمام خط الوسط وخلف ثنائي الهجوم، مع قلة الواجبات الدفاعية المطلوبة منه. كذلك في رسم 4-3-3 الحالي، فإن تمركز فاسكيز على اليمين وخلفه كارفخال سمحا لمودريتش بمزيد من الحرية. ثنائي يدافع ويهاجم في آن واحد، والرقم 10 يتواجد في نصف ملعب الخصم أكثر من نصف ملعب فريقه، إنها الخلطة التي تناسب عمره وقدراته البدنية الحالية.
2- راموس
رغم أنه يعاني من بعض السلبيات الدفاعية الواضحة، سواء في التمركز أو حتى الرقابة الفردية، إلا أن عودة القائد الأخيرة أفادت ريال مدريد بشكل واضح. فراموس يؤدي دور الكابتن داخل الملعب وخارجه، وصار أكثر حسما على مستوى الكرات الثابتة وضربات الجزاء، مما جعل الحلول أكبر أمام سولاري. أحيانا يعاني الفريق في صناعة اللعب المنظم والمباشر، مع نقص صناعة الفرص من طرف لاعبي الوسط، لذلك يأتي الحل دائما من سيرجيو، إما بالكرات الرأسية أو التسديدات بعيدة المدى، وبالتأكيد هدوئه الذي يحسد عليه في تنفيذ ضربات الجزاء.
3- ثنائية فينسيوس- ريجيلون
صحيح أن مارسيلو من أفضل الأظهرة في العالم، إذا لم يكن الأفضل بالموسم الماضي، إلا أن مستواه تراجع كثيرا مؤخرا، وزادت مشاكله الدفاعية من دون الكرة، ليصبح ثغرة حقيقية في دفاعات ريال مدريد، لذلك كان الرهان على الشاب ريجيلون مناسبا بشدة لمتطلبات الفترة الحالية. ريجيلون قوي دفاعيا، سريع في الارتداد، مميز في الافتكاك، ويعطي زميله البرازيلي فينسيوس جونيور حرية التحرك هجوميا، لذلك امتزت الجبهة اليسرى بالتوازن، من خلال ظهير يدافع وجناح يهاجم أكثر، على عكس الفترة السابقة التي عانى فيها الفريق كثيرا من ترك مساحات كبيرة أسفل الأطراف خلف مارسيلو وأمامه.
4- جرأة سولاري
لم يقدم سولاري بعد الشيء الكبير فنيا وتكتيكيا، لكن يحسب له جرأته في إعطاء الصغار فرصة حقيقية، وعدم التأثر بضغط النجوم وشعبيتهم، لذلك لعب فينسيوس جونيور أكثر من إيسكو، وحصل ريجيلون على دقائق مقارنة بمارسيلو، بالإضافة لدخول كلا من فالفيردي ويورينتي في أجواء الفريق، لدعم المنتصف مع تراجع مستوى كاسيميرو وكثرة غياباته. لم يعد هناك مكانا محجوزا في التشكيلة الأساسية، ليفتح المدرب الباب أمام لاعبي "الكاستيا". من يغتنم الفرصة ويقدم أفضل ما لديه، بإمكانه المشاركة في قادم المباريات، خصوصا في بطولة كأس الملك.
5- بنزيما الكريم
"إنه كريم. يفهم الرياضة بشكل هائل ويحسّن من أداء بقية اللاعبين حوله. كريم في جهوده ويلعب كل المباريات تقريبا والآن يلعب رغم الألم. مميز على كل المستويات وهو أحد أفضل اللاعبين في مركزه". هكذا وصف سولاري لاعبه بنزيما، الذي رد عليه داخل الملعب بأداء رائع ضد إسبانيول. ميزة بنزيما أنه يجيد اللعب السريع، سواء من لمسة واحدة أو من لمستين، ومع وجود فينسيوس وفاسكيز حوله وبجواره، أصبح هجوم الريال غير متوقع، نتيجة السرعة في القطع من الثبات إلى الحركة، ولا مركزية الثلاثي بين الطرف والعمق، لينتفض الفريق ضد جيرونا ثم إسبانيول، ويعود للمنافسة على أكثر من جبهة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق