استفاقت صبيحتها ، و على غير عادتها ، هي ، سيليا ماريا كوتشيتيني على انقباض فاق مقاييس الألم و كادت أن تضع الأوجاع حدا لـ حياة سيليا ، لم تدري بل أحسّت أن الطفل القادم قد لن يتكرر قدومه كثيرا ، و إحساس الام لا يخيب ، بل أن لمسة ربانية كافئت سيليا على كم التأوهات لتهبها ما لا يقدر بقيمة
- تلك اللحظة الأولى ، النظرة الأولى ، الابتسامة الأولى و اول صدى لبكاء الرضيع الجديد ، تلك اللحظة الأغلى من الدنيا و مافيها ، حملته بـ كيمياء العواطف و بعفوية اللحظة قالت لا اراديا " ليونيل سيكون اسمك ليونيل " ليو سيكون اسمي المفضل من اليوم
- ترعرع ليو ، كما أحبت سيليا أن تناديه في محيط متواضع ، بين أحياء روزاريو كبر ليونيل ، هناك احب كل ما هو مدوّر ، عشق اكتمال الدوران حين يزيّن بـ قطع من الجلد ، كانت رغبته قوية لعدم خلق الفراق بينهما حتى انضم إلى أين ينتمي ، نادي " نيو أولد بويز" هناك أحب الحياة و تنفس كرة القدم ، هناك شعر و لمرة أنه ينتمي لتلك الأسوار و ذاك التراب
- هناك سرح و مرح ، راوغ و سجل ، لعب البساطة و السهل الممتنع ، لم يكن يعلم احيانا مصطلحات المهاراة و الـ Skills و صنع الـ Show لتقليد حركات الاستعراض التي كان أصدقائه مولعين بها ، كان فقط يفعل ما يعلم و لعل أن ما كان يفعله أصبح في عين زملائه غنيا عن كل سبل الاستعراض ، هناك نزلت اول قطرات الغيث ، غيث الطفل المعجزة
- " ليو أنا آسف ، لكنك لن تستطيع لعب كرة القدم مرة أخرى ، جسمك في طور توقف النمو " هكذا كانت كلمات الطبيب القاسية لطفل الـ 6 سنوات ، هكذا جسد نزول الصاعقة على ذاك الجسم الصغير و لكنهم لم يعملوا أنها بداية جديدة ، ليلتها اختلى ليو بنفسه ليلا ، جلس وحيدا بعزّة النفس يذرف الدموع باكيا
- هناك تحولت ظلمة الليل إلى خيال يتقدم نحو صغيرنا ، كانت رسالة من المستقبل ، جلس فيها الأسطورة محدثا لليو ، لم يتكلم كثيرا لكن همسه ترك مقولة " لا تبكي ، فإن كان لديك حلم لتحقيقه ، لا أحد قادر على الوقوف في طريقك ، لا أحد يا ليو"
- برشلونة مدينة جميلة ، لا شك في هذا ، الجمال المتوزع سياحيا، تنظيميا ، إضافة إلى بشاشة متساكني الأقاليم ، رادار المحرك الكتلوني لم يدع صفقة العمر تضيع رغم أن صاحبها كان لازال يداعب نعومة أظافره ، غادرنا روزاريو بـ دمعة و فتحنا الأعين على عالم جديد و مختلف جدا
- كانت زيارة طبية بالنسبة لعائلة ليونيل ، من الطبيعي أن تطمئن القلوب على صحة الإبن المحبوب قبل كل شيء ، شعار برشلونة الجميل احتضن كل شيء بينما كانت مخيلة ميسي تجول حول اول فرصة يتمكن فيها من مداعبة الكرة و لو لمرة أخيرة ، كل الأمور تسير بشكل جيد ، ليو يستعد للعودة إلى لعب كرة القدم ، سمعنا كثيرا عن الطفل المعجزة القادم من الأرجنتين ، الفضول يقتلنا
- منذ وطأت أقدامه عشب لاماسيا و إلى حدود اللحظة مازلنا نشاهد بين عينيه صورة ذاك الطفل الصغير الذي جاءنا بطموح كبير على مدار كل هذه السنين لازلنا لم نشبع من ميسي ، كل لمسة ترسم تساهم في رفع الادرينالين ، كان و لازال المسؤول الوحيد عن تدفق هرمون السعادة داخلنا ، هو البداية و النهاية ، هو ابننا و شبلنا و الآن اسدنا و ليثنا و مركز فخرنا
- هو من تعدت علاقتنا به مفاهيم مختلفة من الحب و المشاعر ، هو من حارب بسيفنا الإعاقة لتصيب كل من حاول إيقافه ، هو الذي صنع من الضعف قوة و من النهاية بداية و هو كلما حاولت وصفه فشلت ، ليونيل أندريس ميسي كوتشيتيني أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم ، ليونيل أندريس ميسي كوتشيتيني من جعلنا نحزن كلما اقترب عيد ميلاده ، اكتبها و بالدمع اقول " كل عام وانت معشوقنا
و حبيبنا و ابننا و كل شيئ جميل .. " 👑💜
و حبيبنا و ابننا و كل شيئ جميل .. " 👑💜
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق