آخر المواضيع

الجمعة، 16 نوفمبر 2018

فيلم "Take The Ball, Pass The Ball"



كنت حينها أبلغ اثتي عشرة سنة، و فوق كل ذلك كنت مشجعا للغريم، ربما بصيرتي كانت معمية، لم أكن مهتما بأدق التفاصيل، العاطفة كانت تخبرتي دائما بطمس كل ما يفعله الغريم و ناشئوا رسته مهما كان عظيما..
الآن أنا في اﻟ20، نظرتي حول كرة القدم متغيرة، خاصة و أن نظرتي صارت متعمقة أكثر فأكثر، أحب تمارين اﻟRondo، أعشق اللامركزية و أهتم بتفاصيلها، أتابع اللاعب الذي لا يحمل الكرة أكثر من حاملها، أنتظر تمريرة عمودية تهلك اسوار التكتل، أرى المتحرك الوهمي خلف الستار، لاعب الوسط المرن الذي يمتلك نظرة ثاقبة للملعب، يحرر زملاءه، يجري في المساحة، ليس بحاجة للكرة بقدر ما هو بحاجة للجري، ارى المدافع يبني فأتعجب، ربما لأنني كنت أعمى من قبل..

فيلم "Take The Ball, Pass The Ball" أتى في وقته المناسب، ليعيدني لذلك الزمن البعيد، لقد شاهدت كلما ذكرت لكنني لم أتذكره، كنت دائما أذمه و أحاول الإستنقاص منه، لقد كنت عاطفيا حينها، تلك هي كرة القدم التي أحب، لقد كنت كارها لكرة القدم آنذاك فأنا لم أحب طريقة اللعب تلك من قبل كما قال هنري..
ربما سيبقى ذلك الفريق أعظم من لعب كرة القدم على مر التاريخ، الفوز ليس مهما بقدر الأداء، كانوا يلعبةن كرة القدم لأجل المتعة لا شيء غيرها، البحث عنها ليس عشوائيا كما امتلاكها ليس كذلك، لقد امتلكوا عقلا على الخط الجانبي و عقولا على داخل نفس الخط..
إحدى أعظم الأختراعات تلك، ليست اختراعات أديسون أو غيره من العلماء، إنه اختراع كرة القدم النظيفة، لا شيء يضاهيها على الإطلاق، رجل يجري و هو يعلم أن الكرة لن تصله لكنه يجري، لأن التوقف عنه لن يجعل أنييستا يتحرر، عندما ترى كل هذا تشعر بالدهشة، قد يظن البعض أن الأمر واه، لكن هذه هي كرة القدم اللامركزية، هكذا يحكي هنري، يجري ثم يتوقف يعود ليتمركز، يهرب من الرقابة، داخل كل هذا فكرة واحدة، خلق التفوق العددي كما يحكي ماسكيرانو، دائما هنالك عملية سحب من واحد، بينما يتمركز آخرون في المساحة..
و لعل أعظم اختراعات تلك الفترة هي ميسي ﻛـ False9 مهاجم وهمي و نصف لاعب خط وسط، يتمركز في Zone14 تارة و يتحرر منه تارة أخرى، المفتاح دائما هناك، تشافي يتمركز عرضيا مع أنييستا ثم فجأة يتحرك أحدهم عموديا يتبعه الثاني لخلق زيادة، في نفس الوقت يتحرك ميسي لاستغلال تحرك الإثنين، العملية مدروسة، عند السحب يجد ميسي نفسه متحررا و هو الذي يجيد اللعب في المساحة الضيقة فكيف إذا تركت له المساحة مفتوحة؟ سيقتلك دون تردد، ذلك ما حدث ضد مانشيستر يونايتد..
نسخة برشلونة تلك لن تتكر بتاتا، تماما كنسخة الفترة الأولى، آياكس بقيادة يوهان، ميلان تحت نظام ساكي، و برشلونة بنظام بيب الحديث، الفكرة المستوحاة فكرة استحزاذ محض، ثم لامركزية معتمدة، تختمها فكرة اللعب التموضعي، كل طريقة تقودك للفوز أو للخسارة كما قال المعلم بييلسا، لكن أحب أن أتذكرك بأدائك لا بالقابك، تماما كما أعادني هذا الفيلم إلى الوراء، إلى تلك اللحظات حيث كنت عاطفيا لا أرى ما فعله بيب، لأراه الآن بعين البصيرة، و لأستفيد كثيرا من هذا الفيلم الإستثنائي عن برشلونة بيب..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أنقر لمتابعتنا